لطالما دار هذا التساؤل في خاطري: لماذا يطلق على الرجل، غير المتزوج حتى سنين متأخرة، اعزب وهو لقب انيق وجميل بل وعامل جذب للعديدين، ويطلق على المرأة غير المتزوجة عانس؟! وهو لقب قبيح بشع يشعر الانسان بشيء من الاختلاف بشكل غير لطيف؟ وكما علمت ان الاصح في اللغة ان كلمة عانس للرجل وعزباء للمرأة، لذا فأنا اقترح على الناس اما ان يستخدموا الكلمات حسبما وردت في اللغة او مساواة الجنسين في الالقاب نفسها كنوع من العدل الاجتماعي.
وأرى ان الكثيرين بدأوا بالكتابة اخيرا عن موضوع العنوسة، والحقيقة ان اغلب من كتب عنه متزوجات لذا اقول لهن شكرا على طرحكن واعذروني ان كان اغلبه ركيكا او تقليديا لا يمت للواقع بأي صلة وبما اني عزباء اجدني الاجدر بالحديث عن الموضوع من غيري من المتزوجات، واغلب الطرح الذي تناولته اخواتنا العزيزات يتركز في القاء اللوم على أهل الفتاة بالمغالاة في المهور، وأحب ان اعلق على هذه النقطة بكلمة واحدة 'شخباري!' فمسألة غلاء المهور انتهت تحديدا في السنوات السبع الاخيرة وبات الاهل اكثر تساهلا من ذي قبل. بل وأغلبهم يساعدون بناتهم بعد الزواج، العزوف عن الزواج بات مشكلة مشتركة لن ألقي اللوم فيها على الرجل او المرأة بل على المجتمع الذي بلغت نسب الطلاق اعلى المعدلات فيه وكما سمعت في احد البرامج الاذاعية ان بين كل ثلاث حالات زواج حالة طلاق، نسبة مخيفة، تدفع بأي شخص راغب في الزواج الى التفكير ألف مرة!
غلاء المعيشة هو عامل آخر وينضم اليه غلاء الايجار والعقار في الكويت بنسب خيالية تجر اغلب المتزوجين لدوامة القروض وهذا عامل تنفير آخر لكلا الجنسين من الزواج والارتباط، وانتشار اخبار الجريمة واغتصاب الاطفال هو عامل رعب لأي شخص يود تكوين اسرة في زمن باتت فيه الجرائم منتشرة وبشكل مرعب والجرائد على ما اقول شاهدة.
واخيرا انتشار العازبات هو شيء طبيعي لسبب بسيط ان نسبة النساء في الكويت اكثر من الرجال، يعني لو كل رجل في الكويت تزوج، فستظل هناك نسبة من الفتيات غير المتزوجات وهو وضع طبيعي في ظل ظروف الحياة في هذا القرن، ولكن تبقى نقطة اخيرة نرغب من المجتمع تغييرها، وهو عدم الشعور بالشفقة والحسرة عليهن ورجاء حار عدم الكتابة عن الموضوع بطريقة مثيرة للاستجداء والشفقة، وذلك لسبب بسيط.. فلا شيء يدعو للشفقة فكثيرات منهن ناجحات متألقات لا يجدن أن عدم الزواج سبب للشعور بالاسى تجاههن بل على العكس.. الكثيرات منهن اخترن عدم الزواج، مثلها مثل الرجل الذي لا يجد في الزواج رغبة، أحسب اني ملزمة بالشرح وذلك دفاعا عن الكثيرات اللاتي يتعرضن للإزعاج والتدخل من قبل الآخرين بسبب عدم ارتباطهن، وأخيرا أتمنى عدم اسقاط المقالة على شخصي المصون كنوع من الارتقاء بالفكر والبعد عن السطحية.